History
أرض البنط
معظم المصادر التاريخية عن دولة البنط في السودان مستمدة من كتابات و نقوش فترتي المملكة المصرية القديمة و المملكة المصرية الحديثة.
وقد كانت معروفة في المراجع التاريخية بتجارة البخور و المواد النادرة.1
المصريون قادوا مجموعة من الرحلات الى البنط متجهين جنوبا عبر البحر الاحمر حيث جلبوا معهم الحيوانات النادرة، و الذهب، و خشب الأبنوس، و العاج، و التوابل، و البخور، و الروائح، و شجر المر.ن
قادت هالة الغموض المنسوبة لأرض البنط في كتابات الباحثين النمطية لمجموعة من النظريات التي يكون فيها كثير من الشطط و المبالغة عنها وعن موقعها. فالدعاوي حول موقعها تباينت بين اليمن، و الخليج الفارسي، و حتى الهند.ن
الأدلة، و التي تتضمن الرسومات الحائطية المصرية، والمؤشرات الجغرافية، بالاضافة الى مجموعة المنتجات و الحيوانات التي جلبت من أرضها، تؤكد أنها كانت في شرق السودان.
معالم حدود البنط الجغرافية تشير الى أنها يحدها البحر الأحمر من الشرق، و الهضبة الاثيوبية في الجنوب، و أراضي السودان المسطحة في الغرب، و أراضي السافانا في الجنوب والجنوب الغربي. ن
ألوان البشرة الغامقة و أنواع الملابس التي يرتديها اهل البنط، كما هو معروض في الرسومات المصرية، يتوافق مع صفات أهل كوش.
ويؤكد أيضا حقيقة أن المصريون كانوا يسافرون لأرض البنط كثيرا، حيث يعني ذلك أن المملكة المصرية لم تكن بعيدة عن أرض البنط.
ن
اضافة لذلك فان اخر البحوث تبرز دلائل عن موقع محدد لمنطقة البنط.
هنالك بحث دقيق و مفصل في رحلة مصرية في القرن الخامس عشر قبل الميلاد تشير إلى أن البنط تقع في المنطقة الساحلية ما بين مدن طوكر و بورتسودان الحالية. وهنالك أدلة كثيرة تدعم أن امتداد أرض البنط قد كان في وسط السودان.
البضائع التي جلبت من ارض البنط مثل شجر المر، و العاج، و الحيوانات البرية مثل الزراف و الفهود، والتي عمليا توجد في المنطقة الاستوائية الوسطى و منطقة جنوب السودان الحالية.
ن
نحت مصري لملكة البنط. ن
|
و يبدو أن حيوانات منطقة البنط، التي تضمنت الأفيال و الزرافات، تأتي من بيئة السافنا ذات الأراضي المسطحة في جنوب السودان.
و ليس هناك أي دليل على أن أرض البنط تضمنت فيما يعرف اليوم باثيوبيا، حيث أن تضاريس الهضبة الاثيوبية الوعرة لا تساعد ولا توفر البيئة اللازمة لحياة أنواع حيوانات السفانا المرتبطة باقليم البنط.
ن
كذلك على مر التاريخ، قد كان شرق السودان هو المنطقة الاساسية للتعدين واعمال التنقيب. ولذلك كان المصريين والكوشيين لديهم اهتمام كبير بأعمال "التعدين في منطقة البنط."2
أيضا تشير المصادر الى أن المصريين لم يسافروا الى البنط لاستيراد المنتجات فقط، وإنما أيضا لأغراض استراتيجية وعسكرية. مكتوب على سبيل المثال في نقوش الملك "بيبي" للاسرة السادسة المصرية ان الملك بيبي كان قد قاد حملة عسكرية متكاملة لانقاذ أحد النبلاء الذي كان قد أسر من كوش الى البنط.3
منطقة كسلا، في الجزء الشرقي لوسط السودان، قد عرفت كمنطقة أثرية مهمة لما يعرف بثقافة منطقة القاش--2300-1700 ق. م.4
و يرجح بحث الاّثار في المنطقة أن كسلا كانت تعتبر "بوابة لداخل أرض البنط" و مركز هام كشريك في التجارة مع دولة كرمة المبكرة (2500-1500 ق. م.).
5
Authored: May 2014.
Back
|